الصفحة الرئيسية سوريا بوابة التاريخ الرقه درة الفرات محاولات شعرية  خواطر ملبده
أنبياء الله الكرام تقسيم الهارديسك من القلب الى القلب أسلوب وبرنامج الهكر أختبر معلوماتك

                                             أما عن مدينتي الرقه ــ درة الفرات وجميلة الجميلات              

محافظـة الرقة                 

عـاصمـة الرشيد ولؤلؤة حوض الفرات:

الموقعُ والوصفُ العام:

على خـط الطـول 39,01 درجة، شرقيَّ غرينيتش وخط العرض 35,57 درجة شمـالاً، تقعُ مدينةُ الرقةِ على الضفـةِ اليسـرى لنهـرِ الفراتِ الذي يبلغُ طولهُ في سورية: 680 كـم عند ملتقاه بنهرِ البليخِ، ممَّا جعلَ موقعَها يتميز بالخصب ووفرة المياه، وترتفعُ 240 متراً عن مستوى سطح البحر،ويبلغُ عددُ سكان المحافظةِ حواليْ 654 ألف نسمة حسب تعداد عام 1999، وتعتبرُ الرَّقَةُ من أهمِّ المحطاتِ التجاريةِ وأكبرِ مراكزِ المحاصيلِ وتبادلِ البضائعِ.

لمحة تاريخية:

إنَّ أهميةَ موقعِ الرقةِ تطلَّبَتْ تأسيسَ منشآتٍ معمـاريةٍ شَكّلَتْ نـواةَ قريةٍ قديمـةٍ لفتتْ نظرَ الإسكنـدر المكدوني، وينسب إلى المكـدونيين تأسيس مدينة "نيقوفوريوم" في موقـع الرقــة السمراء، ثم تغيَّرَ اسمُها عندما أسّسَ سلوقـس الثاني كالينكوس في عام 244 ق.م مدينة مكان الرقة البيضاء (في حي المأمون حاليا)، عُرِفَتْ باسمِ كالينيكوم، وقد وردَ اسْمُهـا في كتـابات سريانية وبيزنطية كمركز تجـاري هـام على طرق القوافل التجارية وبخاصة طريق الحرير؛ وفي عهد الإمبراطور البيزنطيِّ ليون ( 457-474 ) م عُرِفَتْ باسم ليونتوبوليس، وفي عام 639 م، حرَّرَ القائدُ العربيُ عيـاضُ بنُ غنم الرقةَ من الحكمِ البيزنطيِّ،وفي العصر الأموي تابعت مدينة الرقة ازدهارها، فبنى فيها الخليفة هشام بن عبد الملك (743-724)م سوقاً تجارياً وشق قنواتٍ وتُرَعاً للمياه: ( الهني والمري )، فانتشرت زراعة الكروم والأشجارالمثمرة على ضفاف الفـراتِ، كما بنى مُقابلَ الرقـةِ على الضفةِ الغربية قصرين، نشأت حولهما واسـط الرقة، وكذلك أنشأ جسراً على نهر الفرات عند هذا الواسط؛ وفي العصـر العباسي، وفي عهد الخليفة هارون الرشيد (809-786) م، توسعت المدينة شرقاً وشمالاً وازدهرت، حتىأن الخليفة الرشيد نقل إدارته إليها مدة عشر سنوات كانت فيها مركزاً لإعداد الجيوش لقتـال البيزنطيين، واستمر ازدهارها حتى يوم خرابهـا على يـدِ هولاكو 1258م.

وفي القرن السابع عشردَبَّتْ الحياةُ من جديدٍ في حوضِ الفراتِ، باستمـرارِ عددٍ منَ القبائلِ العربيةِ في المنطقةِ، فبـدأت باستعـادة حياتها ونشاطها العمراني والإجتمـاعي والزراعـي والإقتصادي.

وقد شهدت في السنوات الأخيرة تنفيذالعديد من المشاريعِ، مثـل سـدِّ الفراتِ المفيدِ للريِّ والطاقةِ الكهربائيةِ، وسدِّ البعثِ ومشاريعِ الريِّ الأخرى واستصلاح الأراضي، وتأسيس متحف الرقة.

أهم آثار مدينة الرقة:                                                                    

ـ أسوار المدينة وأبراجها:                                                               

شيَّـدها العباسيون عام 720م، يبلغُ امتدادُ الأسوارِخمسةَ كيلو متراتٍ وكان سورُها مزْدَوجاً بينهما فاصل،وتدعمه أبراجٌ بلغَ عددُها 74 برجاً لمْ يبقَ منها سوى ستةِ أبراجٍ تمَّ ترميمُها، ويبلغُ محيطُ كُلٍّ منها 15-16 متراً.

_باب بغداد:                                                                                                           

وكانت تنطلقُ منه القوافلُ متجهةً من بلادِ الشامِ إلى بغداد.

_باب حران:

لم يَبْقَ منه سوى فتحةٍ كبيرةٍ في الشمالِ في جسمِ السورِ.

_الجامع العتيق (جامع المنصور):

له إحدى عشرةَ قنطرةً وتعلوهُ مئذنةٌ شامخةٌ تَحَـدَّتْ الخـرابَ، وبلغَ طولُ جدارهِ الخارجيِّ 110م وعرضهُ 98 متراً يدعمُهُ عشرون برجاً.

_قصرُ البناتِ (القصر العباسي):

شُيِّدَ في عهدِ الخليفةِ المنصورِ مع بناءِ مدينةِ الرافقـةِ التي تشكلَ الآنَ جزءاً من مدينةِ الرقةِ.

قصرُ الرشيد:                                                                                      

خارجَ سورِ الرافقةِ، وهناك عدد من قصورِ الأمـراءِ العباسـيين في شـرقي مدينة الرافقة وشمالها.

أهم آثار محافظة الرقة:

الرصافة (سرجيوبوليس):

تقعُ على طريقِ حلب-الرقة وتبعدُ مسافةَ 30 كم عن الرقة، وقد أصبح اسمهـا سرجيو بوليس فـي العصر الرومـاني والبيـزنطي، تخليـداً لسيرجيوس؛ وتبدُوكواحةٍ زمرديةٍ خضراءَ اللونِ على طريق القوافل التجارية. اهتمَّ بهـا العربُ الغساسنةُ وجعلوها عاصمةً لمملكتهم، وبنى فيها المنذرُ بنُ جبلةِ قصرَه، وفي العصر الأموي أقام فيها الخليفة هشامُ بن عبد الملك وبدت كعاصمة الدولة؛ وعندما وصلتْ أخبارُ جرائمِ هولاكو في بغدادَ إلى سكان الرصافة، غادروا مدينتهـم إلى السلميةِ، وبقيتْ الرصافةُ عندئذٍ مهجورةً تبـدو مبانيها الضخمةُ كأنَّها تتحدثُ عن أمجادِها.

وهناك فِي الرصافةِ بعثاتٌ أثريةٌ منذ أكثـر من خمسة عشر عاما، حيثُ يتركزُ العملُ حالِياً على الكشـفِ عن سـاحات المدينـة، وتلاقي شوارعهـا المتقاطعـةِ التي تبـدأ من بوابات المدينة المتوضِّعـةِ على أضلاعهـا الأربعةِ، وكذلك الكشفِ عن جـوانب ماعُرِفَ بقصـرِ المنذرِ الغسَّانيِّ خارجَ الأسوارِ؛ ويجري العملُ أيضاً في موقعِ رصافةِ هشـام بن عبدالمـلك، حيثُ تمتدُّ القصورُ الأمويَّةُ على مساحةٍ مـن الأرضِ تُقدَّرُ ب 2,5 كـم طولاً & 1,5 كـم عرضاً.

قلعة جعبر بن سابق القشري:

تبعدُ عن الرقة 55 كم وعن الثورة 15 كم، ويبدو بناؤها شامخاً فوقَ سطحِ مياهِ بحيرةِ الأسدِ تطلُّ متباهيةً على ما حولها، وإن أهمية موقعها جعلها نقطةَ حراسةٍ لحمـايةِ القوافلِ في حوضِ الفراتِ رُمِّمَتْ هذه القلعةُ حديثـاً، لتكونَ مُتْحَفاً يجتذبُ إليه العديدَ من الزوارِ.

تل البيعة (توتول):

في ضاحيةِ الرقةِ علىبعد 2 كم من نهرِ البليخِ، وربما كانت مقرّ دير زكّا؟، أظهرتْ التنقيباتُ منشآتٍ معماريةً ومنحوتاتٍ وآثاراً فخاريةً وأختـاماً أسطوانيـةً من العصـرِ الأكاديِّ.

من أهم منشآتِها القصـرُ والكنيسـةُ ومن أجملِ آثارِها لوحاتُ فسيفساءٍ وكتاباتٌ سريانيةٌ، وهناك مواقعُ أثريةٌ عديدةٌ في المحافظةِ أهمُّها هرقلة، زلبا ( حَمّامُ التُّرْكُمَانِ )، مـأذنةُ أبـي هُرَيْرَةَ.

مدينة الثورة:

أُقيمتْ هذه المدينةُ بعدَ بنـاءِ سـدِّ الفراتِ الضخمِ الذي أسـهمَ في منـحِ الحيـاةِ لآلافِ الهكتارات من الأراضي التي تمَّ استصـلاحُها بفضل هذا السد والعديد من السدود الأخـرى، وتتوفر فيها كل المتطلبات السكنية الحديثــة والإقتصادية والتعليمية والثقافية والإجتماعيـة والخدمات الأخرى.

تتميزُ محافظةُ الرقةِ بآثارها الهامةِ وجمالِ طبيعتها وازدهار فنونهـا، وثقافتها الشعبيـة ونهضتها العلمية وفعالياتهاالثقافية والإجتماعية والإقتصادية، ومشاريعها الصناعية والزراعية الحديثة؛ كما تشتهرُ ببيوتهاالطينيَّةِ ذاتِ الطابعِ المُمَيَّزِ وصناعاتها اليدويةِ، وأسواقِها الشعبيةِ، وتشهدُ هذه المحافظةُ نهضةً سياحيةً في إقامةِ عددٍ من المنشآتِ السياحيةِ كالفنادقِ والمطاعمِ، كما تربطُها ببقيَّةِ المُحافَظاتِ شبكةُ مواصلاتٍ ممتازةٍ.